رضا الله يَسعى المُسلم في حياته لنيلِ رضا الله تعالى، وذلك للفوز بالجنّة مع الصالحين والأبرار؛ حيث إنّ المسلم الذي ينال رضا الله تعالى يجعل له من كلّ ضيق مخرج ويرزقه من حيث لا يَحتسب، أمّا إن لم يرضَ الله تعالى عنه فإن هذا يُسبّب له ضيق الصدر وضيق العيش، بالإضافة إلى أنه يخسر الجنّة ونعيمها، حيث يقول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:18].
كيف تحصل على رضا الله - تعلّم ما أمر الله تعالى به، وذلك من خلال دِراسة القرآن الكريم ومعرفة جميع الأحكام والأوامر الموجودة فيه، كما يجب أن تدرس الأوامر الموجودة في الأحاديث الشريفة، وهذه الدراسة هدفها تطبيق هذه الأوامر والالتزام بها.
- العمل بما تعلّمه الإنسان؛ لأنّ الإنسان إذا تعلّم علوم القرآن والسنة يجب أن يظهر هذا التعلّم على سلوكه وتصرّفاته وأخلاقه وتعاملاته مع الناس؛ حيث إنّ الإنسان إن لم يعمل بما تعلّمه فإنّ ذلك سيكون حجّةً عليه يوم القيامة، أمّا إذا عمل به فستكون حجّة له وسبباً في دخوله إلى الجنة، وهذه الأوامر تنقسم لعدّة أقسام، فمنها ما هو واجب يُثاب فاعلها ويُعاقب تاركها مثل الصلاة والصوم، ومنها ما هو حرامٌ يُعاقب فاعلها ويثاب تاركها مثل الزنا والسرقة، ومنها ما هُو مندوب يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها مثل الصدقة وصوم النوافل.
- الدعوة إلى ما تعلّمه الإنسان وعمل به؛ حيث إنّ الإنسان إذا تعلّم أمراً يجب أن يُبلّغه للناس ويدعوهم إليه، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(خيركم من تعلم القرآن وعَلَّمَه)، فالدعوة من صفات الله تعالى التي أثنى بها على نفسه حيث يقول: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [البقرة:221]، ومن الجدير ذكره أنّ الإنسان عندما يدعو غيره تكون له المعذرة عند الله تعالى يوم القيامة، حتى وإن لم يتّبعه الأشخاص الذين دعاهم، أمّا إذا اتّبعوه فسينال بذلك الأجر العظيم. من الجدير ذكره أنّ الدعوة لها مجموعة من الشروط التي يجب على المسلم اتّباعها أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها أن يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة كما يجب أن يجادلهم بالتي أحسن، وأن يُقيم عليهم الحجّة، كما يجب أن يكون المسلم صبوراً ويحتمل الأذى الذي قد يتعرّض إليه سواءً كان هذا الأذى جسدياً أم لفظياً، ولعلّ صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوة قومه من الأمور التي يتعلّم منها المسلم الكثير.